2-أسباب فشل الزواج

0 353

2-أسباب فشل الزواج

الزواج يعد هو حلم كل شاب وفتاة كما أنه هو سنة فطرية فطر الله عز وجل الناس عليها إلا أنه على الرغم أن ذلك وبعد إتمام الزواج تحدث للأسف العديد من الخلافات والمشاكل بين الزوجين فبعضها يكون بعد فترة قصيرة من الزواج والارتباط عدة أيام أو بضع شهور وأحياناً بعد سنوات طويلة لكن الأخطر هو تنامي تلك الخلافات وتصاعد وتيرتها وزيادة نسبة حدوثها الأمر الذي يؤدي في كثير من الحالات منها إلى الطلاق والانفصال

وضياع الأسرة ولعل زيادة نسب الطلاق تحديدا بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية لهو خير دليل على ذلك ، حيث أنه مهما اختلفت الأسباب والظروف الخاصة بكل حالة منها إلا أنها تظل النسبة الأكبر فيها هي الانفصال إذاً فبالتأكيد يوجد عدة أسباب أو مؤثرات تعمل على الوصول لنقطة نهاية العلاقة الزوجية وفشلها النهائي ومن ضمن تلك الأسباب أسباب تتعلق بالزوجة أو الزوج أو الأهل أو حتى كل تلك الأسباب مجتمعة مع بعضها البعض .

أهم الأسباب المؤدية إلى فشل الزواج :- يوجد العديد من تلك الأسباب التي تؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية ومنها :-

أولاً :- انعدام أو قلة الإحساس بالمسئولية من جانب إحدى الطرفين الزوج أو الزوجة ، حيث المفترض أن يكون ذلك الارتباط الزوجي هو رباط يحتم على كلا الطرفان به الزوج والزوجة أن يلتزمان بواجبات كل منهما تجاه الأخر ، حيث يوجد على الزوج مجموعة من الواجبات الأساسية والمسئوليات تجاه زوجته وأيضاً الزوجة يوجد على كاهلها الكثير من الواجبات تجاه زوجها لأن أي تقصير من أحد الطرفان في أداء واجباتهما تجاه بعضهما سيعمل على تقليل المودة والحب بينهما وبالتالي سيدمر العلاقة الزوجية بشكل سريع

ثانياً :- التسرع من الأساس في قرار الزواج فمن الممكن أن يكون قرار الانفصال ناتجاً عن عدم معرفة كل طرف من أطراف العلاقة بالأخر بالشكل الجيد أو الدقيق ففي العديد من الحالات يكون التعارف قد تم بين الزوجين بشكل سطحي وغير متعمق كالارتباط في داخل النطاق الأسري الضيق وفي الإطار التقليدي الرسمي جداً والذي يكون في الغالب مصطنعا مما يجعل الطرفان يكتشفان بعضهما البعض من ناحية الشخصية بعد الزواج بالفعل

ثالثاً :– الحرص الشديد من طرفي العلاقة الزوجية على عدم إظهار عيوبهما الشخصية لبعضهما البعض منذ البداية .

رابعاً :- رغبة الفتاة في الزواج فقط من أجل امتلاك مصدر يعمل على إشباع احتياجاتها الجنسية أو العاطفية والنظرة الغير واقعية عن إبعاد العلاقة الزوجية وطبيعة حياة الأسرة.

خامساً :– رغبة الرجل في الزواج فقط لمجرد امتلاك تلك الفتاة التي تكون خادمة له في المنزل ومجرد أداة في نفس الوقت لإشباع حاجاته الجنسية .

سادساً :- انسياق الفتاة خلف العديد من وجهات النظر التقليدية والقديمة والتي قد أثبت الكثير منها فشله في عصرنا الحالي .

سابعاً :- اختيار الأهل لشخصية العروس أو العريس وبناء عن وجهات نظر أياً منهم مثل الأم أو الأب أو حتى أحد المقربين لشريك أو شريكة الحياة .

ثامناً :- عدم الاهتمام من جانب الفتاة على فهم طبيعة زوجها الشخصية وبالتالي التعامل الخاطئ أو غير السليم معه .

تاسعاً :- جهل العديد من الفتيات بكيفية العمل على تحقيق ذلك الإشباع العاطفي والنفسي لزوجها.

عاشراً :- عدم شعور الرجل من ناحية زوجته بالاكتفاء والإشباع الجنسي الكافي له .

إحدى عشر :- انتشار المفهوم القاصر لدى الرجل عن تعريف الرجولة حيث يكون مفهومها لديه بأنها هي إصدار الأوامر وفرض القيود المختلفة على الزوجة وعدم احترام احتياجاتها .

أثنى عشر :- زواج المرأة من رجل وهي للأسف متعلقة عاطفياً بشخص أخر .

ثلاثة عشر :- ضعف شخصية الرجل وتابعيته الشديدة لأهله والانسياق الأعمى وراء آراءهم على حساب شريكته والعمل على إهانتها لإرضائهم .

أربعة عشر :- عدم توافر الرغبة لدى المرأة في الوقوف أمام عيوبها ومحاولة الإصلاح منها .

خمسة عشر :- عدم اهتمام المرأة بالرجل من ناحية الرومانسية وإهمالها الشديد في الحفاظ على قوامها الجسدي وجمالها بعد الزواج .

ستة عشر :- وجهة النظر الخاصة بالمرأة والتي للأسف منتشرة كثيراً في مجتمعاتنا العربية على أن الرجل ما هو إلا تلك الأداة لتحقيق رغباتها المادية فقط .

سبعة عشر :- ضعف شخصية الزوجة وتأثرها المباشر والقوي بآراء الأهل أو حتى الأصدقاء مما يؤثر في العديد من الحالات الزوجية بالسلب .

ثامنة عشر :– الاهتمام الشديد من جانب الزوجة بطفلها وإهمال الاهتمام بزوجها وشئونه .

تسعة عشر :– عدم النضوج الفكري سواء من جانب الرجل أو المرأة بالشكل الصحيح مما قد يعمل على عدم قدرتهما على تحمل الأعباء أو المهام الأسرية .

عشرون :- العادات السيئة والقبيحة مثل إدمان المواد الكحولية أو المواد المخدرة مما يعمل على التقصير من جانب الزوج في واجباته الأساسية تجاه زوجته وبالتالي الدمار للعلاقة الزوجية.

إحدى و عشرون :- غياب الثقافة الجنسية السليمة لدى الزوجان أو أحد أطراف العلاقة الزوجية.

أثنى و عشرون :- إفشاء أسرار العلاقة الحميمة بين الزوجين للآخرين سواء الأهل أو الأصدقاء .

ثلاثة و عشرون :- وجود أمراض يعاني منها الطرفان مثل البرود الجنسي لدى المرأة أو الضعف الجنسي لدى الزوج .

أربعة و عشرون :- المزواجية عند الرجل وعدم قدرته على الاكتفاء بزوجته فقط .

خمسة و عشرون :– خيانة أحد الزوجان للأخر مما يترتب عليه عدم استمرار العلاقة الزوجية وفشلها .

أبرز أسباب فشل الزواج

أسباب فشل الزواج

لفشل الزواج العديد من الأسباب التي تؤدي في النهاية إلى الحكم بان هذا الزواج فاشل، ومن ثم تبدأ الخطوات من أجل إنهاء هذا الزواج، ومما لا شك فيه أن أسباب فشل الزواج تنشأ لعدم وجود تواق بين الزوجين. نظرا لصعوبة اتخاذ خطوة الانفصال بسبب الخزف من الوحدة وما ينتج عنها في المستقبل، قد يتم محاولة حل أسباب فشل الزواج من خلال المناقشة بين الزوجين، تلك أفضل طرق تجنب حالات الطلاق.

أسباب فشل الزواج

التوقعات الخاطئة

  • أن قدرة الإنسان على مواكبة ما يطرأ على حياته الزوجية من متغيرات يعتمد على مزيد من التوقعات.
  • فمثلا تتوقع الزوجة بشكل معين للحياة الزوجية فيما بعد قد يغلب عليها الطابع الرومانسي أو كثرة التنقل بدون توقع أن هناك أشياء أخرى أو ما يسمى بأوجه ثانية من نواحي الحياة.
  • ومن ثم فتشعر الزوجة بعدم الرضا عن هذه الحياة وعدم قدرتها على التكيف مع هذه الأوضاع الجديدة، ويمكن أن يحدث ذلك للزوج أيضا، فالتوقعات الخاطئة يمكن أن تأتي من كلا الطرفين.

صعوبة التعامل مع أحد الأطراف

  • يعتبر أيضا من الأسباب المباشرة لفشل الزواج هو صعوبة التفاهم والتعامل بين الطرفين نتيجة صعوبة التعامل مع أحدهم.
  • وعدم قدرته على التوصل إلى اتفاق مشترك مع شريكة الآخر سواء كان الأمر يتعلق بالحياة الزوجية أو المستوى الفكري بشكل عام وبالتالي فسيحدث العديد من المشاكل التي تؤل في النهاية لنهاية هذا الزواج.

السماح للآخرين بالتدخل في الحياة الزوجية

  • من أكثر الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى فشل الزواج هو قيام أحد الأطراف عند حدوث مشاكل داخل إطار الحياة الزوجية بإدخال أطراف أخرى من أجل الشكوى والصلح سواء كان قريب أو أحد من الأصدقاء.
  • وفي أغلب الأحيان يقوم هذا الطرف بالوقوف بجانب من يسمع منه الشكوى دون النظر إلى كافة جوانب المشكلة ومن ثم يقوم بإصدار أحكام خاطئة لا تصلح من الأمر بل تزيد من حدته.

حل المشاكل الزوجية بطريقة خاطئة 

  • من العوامل الرئيسية التي يقع فيها البعض عدم القدرة على التوصل الى طريقة صحيح للتعامل مع المشاكل الزوجية التي تحدث في كل بيت.
  • فقد يتعامل البعض بحل هذه المشاكل عن طريق الصراخ، أو إدخال أطراف أخري، أو العصبية المبالغ فيها، التجاهل وغيرها من أسباب خاطئة تزيد من فشل العلاقة الزوجية وعدم القدرة على التوصل إلى حل مشترك.

الرغبة في السيطرة وعدم تقبل الاختلاف

  • عدم تقبل الطرفين أنهم مختلفين في عدد من الجوانب وعليهم تقبل بعضهم على ما هما عليه، فنجد أنه بالرجوع إلى أسباب فشل عدد من العلاقات الزوجية سنلاحظ أن من ضمنها رغبة أحد الأطراف في فرض سيطرته على الطرف الآخر.
  • حيث يعمل على وإجباره على التطبع بجميع طباعه والاهتمام بكافة اهتماماته بغض النظر عن ما يهتم بيه الآخر.

انعدام الثقة

  • يري خبراء العلاقات أن من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية هو انعدام الثقة قد يرجعها البعض أنها ترجع إلى أنها ناتجة عن الغيرة من أحد الطرفين على الأخرى.
  • ولكن يجب معرفة أن انعدام الثقة إذا دخل إلى أحد الأطراف أي كان الأسباب التي أدت إلى ذلك فأنها سينتج عنها مزيد من الشك ومن ثم يصبح من الصعب تجديد الثقة مرة أخرى سواء في القول أو الفعل.

العناد وعدم المسؤولية والكبرياء

  • من أسباب انهيار العلاقات الزوجية عناد أحد الأطراف ورؤيته دائما أنه على صواب وأنه لا مجال للنقاش في أرائه ومعتقداته ويجب على الطرف الآخر الإصغاء عليه في كل الأمور.
  • وعدم المجادلة هذه الأمور تزيد من الفجوة بين الزوجين ولا يمكنهم الوصول إلى نقطة مشتركة من التفاهم، ولابد من معرفة أن التفاهم بين الأزواج من شروط نجاح العلاقة الزوجية.
  • فبدون التفاهم ستحدث الكثير من المشاكل ويصبح التواصل بينهم في غاية الصعوبة، عدم تحمل أي من الأطراف المسؤولية الملقاة على عاتقة يعد أيضا من أسباب فشل الزواج.
  • فرؤية أحد الأطراف أن الزواج ما هو إلى وسيلة للخروج والسفر والرومانسية والاستقلال فقط وعدم معرفة أنه تحمل مسؤولية بيت، وطرف آخر، ومأكل، وأطفال.
  • وغيرها من تفاصيل تحتاج إلى تحمل كل الطرفين المشاركة في تحمل المسؤولية وعدم تركها جميع على عاتق أحد منهم.

التسرع وعدم التعرف بشكل كافي بين الطرفين

  • نسمع كثيرا عن الحب من أول نظرة ولكن إقامة حياة جديدة لا تقتصر فقط على الحب من أول نظرة هناك عدة عوامل أخري منها القدرة على التواصل، التفاهم، الثقة بين الطرفين، الصفات المشتركة بينهم وغيرها من عوامل لابد أن يدركها كلا الطرفين قبل الإقبال على هذه الخطوة.
  • تترك بعض الدراسات أن من أسباب فشل الزواج أيضا إدمان أحد الأطراف لنشاط ما وعدم قدرته على التكيف مع الأوضاع الجديدة للحياة الزوجية مثل السفر وعدم الاستقرار إدمان الإنترنت وغيرها.
  • كما أنه يمكن الإشارة إلى أنه تعد أيضا من الأسباب التي يمكن أن ينزعج منها الزوج أو الزوجة هو فكرة عدم الاهتمام بأي منهم سواء في مظهره أو كافة اهتماماته لضمان فكرة أنهم قد تزوجوا.
  • كما أصبح الأمر مسلم به فيقع البعض منهم في هذه المشكلة وعدم الاهتمام يمكن ان يأتي من الزوج أو الزوجة فالأمر لا يقتصر فقط على الزوجة.

الشكوى بشكل مستمر

  • تعتبر من أكتر الأسباب الشائعة في أسباب زيادة نسب الطلاق ضيق هو واجد أحد الأطراف كثير الشكوى وعدم اختيار الوقت المناسب.
  • وذلك لمناقشة ما يطرأ على الحياة من مشكلات وهذا أيضا يؤثر على الأوقات الممتعة التي يمكن أن يقضيها الزوجين.

الأسباب الشخصية المؤدية للانفصال

هناك عدة تصنيفات لفشل الحياة الزوجية أو الحكم على هذه العلاقة بأنها فاشلة قد ينهي البعض علاقته لسبب واحد من هذه الأسباب أو عدة أسباب مجتمعة هذا يتوقف على كل حالة من حالات الزواج ولا توجد معايير محددة.

ومن ضمن الأسباب الأخرى التي يجب التعرض لها أسباب يمكن تصنيفها تحت بند التصنيف العاطفي أو الشخصي وهكذا، الأسباب الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى فشل الزواج يمكن تلخيصها في الآتي: 

  • حدوث اضطرابات في شخصية أحد الأطراف وعدم القدرة على التفاهم فيما بينهم.
  • عدم القدرة على استيعاب احتياجات الطرف الأخرى.
  • ضعف القدرة على المشاركة وخصوصا المشاركة المعنوية في تحمل أعباء الحياة.
  • السلوك العدواني تجاه أحد الأطراف.
  • تدنى الأولويات لدى الطرفين.
  • كثرة المناقشة والجدال حول أصغر الأشياء فيحدث استنزاف في طاقة كل الطرفين ويصبحوا غير قادرين على استكمال الحياة الزوجية بصورة صحيحة وسعيدة فيعد أيضا من ضمن أسباب فشل الزواج التي يغفلها البعض.

الأسباب العاطفية المؤدية للانفصال

  • يمكن أن يؤدى أيضا نقص المشاعر بين الطرفين والشك والغيرة وانعدام الثقة وعدم احترام كل منهم الآخر إلى فشل الحياة الزوجية.
  • تقلب المزاج باستمرار لأحد أطراف العلاقة الزوجية يمكن أن يحدث العديد من المشاكل التي تؤدي إلى الانفصال في نهاية الأمر.

الأسباب العائلية المؤدية للانفصال

في بعض حالات الزواج يسمح أحد الأطراف بتدخل أحد أطراف العائلة بشكل مبالغ فيه في كافة الأمور الزوجية.أن من يتعرض لتجربة زواج فاشلة بسبب وجود أسباب فشل الزواج فإنه سوف يعاني من عدد من المشاكل الصحية والنفسية على المدى البعيد، ولذلك يمكننا تجنب كل تلك الأزمات من خلال تفادي العوالم المؤدية إلى تواجد تلك الأسباب.

لماذا يفشل الزواج؟

سؤال يطرحه العديد ممن لم يمروا بتلك التجربة أو ربما من مروا بها و إلى الآن لم يدركوا بالفعل لماذا انتهت العلاقة. هناك كثير من الأسباب التي قد تؤدى للفشل واستحالة استكمال تلك الرحلة. وللحق، لا يجوز لوم طرف بعينه علي الفشل فالجميع مسئول عن هذا الفشل. ويبقي السؤال ما الذي يُصيب الزواج ويجعله يتحول من النجاح إلى الفشل؟

ما زالت الأرقام تُصيبنا بالتوتر والخوف إذ أثبتت الإحصاءات أن من كل حالتين زواج يذهب زوج منهم إلى المأذون للطلاق وهو ما يعني كون نصف عدد المتزوجين عرضةٌ للطلاق ولو لمرة واحدة خلال الحياة الزوجية. تحتاج منا العلاقة الزوجية لكثير من الصبر والتفاهم والثقة والتواصل اللفظي الفعا من أجل علاقةٍ عاطفية قوية وصحيةٍ ويبقي الحب عنصراً شديد التأثير والفاعلية بين الزوجين. عن أسباب فشل الزواج كان هذا التحقيق.

تبدو الحياة العائلية كالحياة بين أحضان الطبيعة بها الورود المورقة والاشواك الحادة. والحياة بين الزوجين بكـل ما يسودها من مشاركـة إيجابية بالعُسر واليُسر وما يتسرّب إليهـا من خلافـات يجـب أن تظـل صامـدة وتحفـظ استقرارها فالـزواج قـرار إرادي مصيري ينطوي على اعتبارات رفيعة تبدأ منها حدود العائلة. وعقد الزواج في جوهره هو دعوة عميقة لحياة إنسانية يسودها الحب والرضى والاحترام والتفاهم والتوافق والثقة المتبادلة.

ولم يكن الزواج يوماً سوى مشروعاً إنسانياً اجتماعيا الهدف منه تأسيس عائلة وإنجاب أطفال وتربيتهم تربية صالحة وعليه يترتب على الزوجين ألا يستهترا بها بل ينظرا إليها نظرة صحيحة. فالزواج ليس مشاركة عاطفية فقط, بل مشاركة إنسانية أيضاً تُملي على الزوجين الالتزام بالضوابط والمعايير والثوابت التي تضبط مسيرة الحياة الزوجية. ويبقي الزواج حجر الأساس لبناء أسرة مثالية ويجب الحفاظ عليه على أساس قوي متماسك،

الثقة تبني الأساس والغيرة تهدمه
أولي أسباب فشل الزواج هو انعدام الثقة والشك وعدم البوح بأسرار صدورنا لأقرب الناس، هو أصعب تلك الأمور التي تؤدي للفشل والطلاق، تأتي عدم الثقة نتيجة بناء الحواجز حول أنفسنا، أو نتيجة رد الفعل أو الخوف من شريك الحياة، ويمكن حلها يحعل شريك الحياة صديقاً فنحن نبوح لأصدقائنا بكل شيءٍ. وعليه، علينا ألا نتخذ ردود أفعالٍ سيئةٍ تجاه شريك الحياة حين يبوح بأمر ما بل التصرف بعقلانية وبهدوء وحتى وأن شعرنا بالغيرة أو بالتوتر والخوف كما يفعل الأصدقاء.

ومن انعدام الثقة إلي الأنانية وتوابعها فالأناني يُزعج الآخرين ويفرض رأيه لحد المضايقة معتبراً أنه دائماً على صواب والآخرين على خطأ. وفي الحياة الزوجية، إذا كان أحد الطرفين أنانياً، لا بدّ أن تقع المشاكل إذ تُولد ميلاً لتحقيق طموحاته ومصالحه وتُثنيه عن التفاعل مع اهتمامات الطرف الآخر مُتجاهلاً ما قد تثيره الأنانية من إزعاج لرفيق الدرب الذي يصير بطبيعة الحال عاجزاً عن الاستمرار في مشاركة مماثلة.

أما الغيرة فتقتل قاتلة الحب وتهدم كيان الأسرة وأسبابها متعددة فهي حالة نفسية معقدة وحساسة تفرض حول الزوج أو الزوجة حصاراً من الحيرة وهي نوع من الانفعال النفسي الذي يدفع الرجل أو المرأة غالباً لاتخاذ موقف من شريكه بعيداً عن المنطق فالغيور إنسان عاجز عن كبح جماح غيرته والسبب في الأغلب إما حب الامتلاك أو عدم ثقة بالنفس والشريك فهي نتاج للشعور بالنقص وترجمة لعقد نفسية تعبث بأمننا النفسي وتهدد سلام معنوياتنا.

والغيرة نوعان غيرة مرضية وغيرة منطقية. وفي بعض الحالات تكون دوافع الغيرة سطحية، فقد يغار أحد الزوجين من الأب أو الأم أو قريب أو صديق. وفي هذه الحالة تكون أسباب الغيرة مرضية. فالافتقار للنضج النفسي والعاطفي هو نوع من الاكتئاب يُفرغ شحناته الانفعالية عن طريق الغيرة اللامنطقية، ومن الصعب التفريق بين الغيرة المرضية والغيرة المنطقية، إلاّ بعد البحث والتنقيب عن أسبابها ودوافعها. بيد إن النتيجة النهائية واحدة في الشعور باليأس والإحباط والفشل.

عن العناد والكبرياء وعدم المسئولية
العناد والكبرياء مرفوضان العلاقة الزوجية فالعنيد إنسان متسلّط يفرض رأيه ويرفض الحوار والكبرياء يملأ النفس غروراً فيرفض صاحبه الإصغاء لنداء العقل. فإذا كان أحد الزوجين يأسره الكبرياء ويتصرّف بعناد فلا رجوع عن فكرة ولا تفاهم في مسألة ويرى أنه دائماً على حق وسيّد كل موقف.

يكون السبب عدم النضج الكافي في التفكير والرؤية الموضوعية لمتطلبات الزواج مما يتسبب في إنتهينا العلاقة وحدوث الخلافات. ولأن كل علاقة زوجية تتطلب نضوجاً وتفهماً وانصهارا مع الآخر فعلى الزوجين بناء حياتهما استنادا لخبرة عميقة وبقسط أوفر من الحب والتفاهم المتبادل وأن يجعلا للتواضع مكانة بينهما. كثيرٌ من الأزواج يعتقدون أن الزواج أمرٌ بسيطٌ وكأنه مجرد استقلال عن الأهل ثم يفاجئون بمسئوليات الزواج والأطفال فتبدأ الخلافات نتيجة عدم الرغبة بتحمل المسئولية.

داخل جدران المنزل
بعيداً عن طباع الزوجين، هناك أسباب داخلية أخري قد تؤثر سلباً علي الزواج فذوي الدخلٌ الثابتٌ أقل عرضةً للطلاق وهو الأمر الذي يأبي الكثيرون الاعتراف به فكما أن كثرة المال لا تضيف قوةً للزواج، يكون انعدامها سبباً لانهياره. كثيرٌ من الأزواج أيضاً يكفون عن العناية بأنفسهم بعد الزواج وكذا الاهتمام ببعضهم البعض علي فرضية كون الزواج أمرٌ مسلمٌ به ولا يحتاج لعناية وجهد وهو أمراً خاطئاً يقع به 50% من الأزواج اليوم. ولعل أحد أكثر أسباب الطلاق يأتي جراء الزواج بسرعة ودون معرفةٍ جيدةٍ ومُسبقةٍ لشريك الحياة.

نعم، هناك حب من أول نظرة ولكنه يحتاج لعوامل أخري ليستمر. يحدث أيضاً أن يُؤدي الإدمان لفشل الزواج سواء كان إدمان الكحول والمخدرات أو الإنترنت والسهر خارج المنـزل. تكون أيضاً أكثر من 80% من حالات الطلاق بسبب تدخل العائلة أو الأصدقاء في المشاكل بين الزوجين وتكون تلك التدخلات كالسم في العسل بدعوي المشورة التي تنقلب سُماً يقتل الزواج في ثواني معدودة،

بين الماضي والخيانة
لكلٍ من الزوجين حياة سابقة بها معارف وأصدقاء وحين ننظر للأمر هكذا لن نجد غضاضة باعتبار تلك العلاقات أمرٌ مضى وبالتأكيد لا يفيد الحديث عنها بين الزوجين بل علينا تجاهلها بصورة عقلانية وخاصةً من جانب الزوجة. أما الخيانة، فشيء آخر وغالباً ما تؤدي للطلاق كحلٍ وحيدٍ، وتكون الخيانة بنظر الزوج ضربةً قاسمةً لعلاقة الزواج بعكس الزوجة التي قد تتحمل العيش مع جرح في القلب لتحافظ على بيتها وأولادها.

هذا ويتزوج أغلب الناس نتيجة ضغوطٍ من الأهل والأقارب وهو الأمر الشديد الخطورة إذ ينبغي أن ينطوي الزواج ولو علي قدر قليل من الحب ولو الإعجاب المتبادل ولا يكون ذلك سوي بالتأكد من كون قلوبنا فارغة وخالية وبها مساحة لدخول الشريك. وأخيراً، هناك أسباب أخرى لفشل الزيجات ولكن تحت التصنيف العاطفي والجنسي والشخصي منها اضطراب شخصية أحد الزوجين أو كلاهما وعدم التوافق فيما بينهم مع القصور في فهم النفس واستيعاب احتياجات الطرف الآخر أو عدم القدرة على التعايش مع الآخر،

وأخيراً العدوان سواء كان لفظياً أو جسدياً. أما الأسباب العاطفية فتتلخص في غياب الحب والشك والرغبة في التملك فيما تكون الأسباب العائلية نتيجة التدخل المفرط من إحدى أو كلتا العائلتين وتأخر الفطام العائلي لإحدى الطرفين ووجود حالات خلاف في العائلة. للفشل أيضاً جانباً دينيا يتلخص بعدم إدراك قداسة العلاقة الزوجية وغياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة وعدم وضوح دور الرجل والمرأة وواجباتهما مع سوء استغلال مفهوم القوامة وغياب الصبر والرضا والتسامح.

ذلك بالإضافة إلي ضغوط العمل والحياة عموماً وتهديد التفوق الذكوري. أما عن الأسباب الجنسية فهي السبب الحقيقي والأهم في فشل كثير من العلاقات الزوجية ولابد من محاولة إنقاذها مبكراً قبل أن تتفاقم وتتحول لمعضلة. ويبقي البحث عن أتفه الأسباب لخلق الخصام واللامبالاة المتعمدة وغير المتعمدة من قبل أحد الطرفين مع التعلق المفرط بالآخر أو البعد التام عنه من العوامل المؤثرة في تدهور العلاقة الزوجية.

فبالرغم من الحياة تحت سقف واحد، قد يحيا الزوجان كالغرباء وأحياناً لا يقو أحدهما على كتمان أسرار بيت الزوجية مع إغفال المناسبات واللفتات البسيطة كنسيان كأعياد الميلاد وتاريخ الزواج والتقليل من احترام الآخر أو عدم الاعتراف بقدراته وما يفعله لأجل الحفاظ علي الحياة والاستمرار بها، فتكون النهاية ويكون الطلاق.

.ما هي أسباب فشل الزواج

بالرغم أنّ الزواج هو رغبة كل من الشباب والشابات، كما أنّه سنة وفطرة فطر الله الناس عليها، إلا أنّه وبعد تمام الزواج، تحدث العديد من حالات الطلاق، منها بعد سنين من الزواج، ومنها بعد عدّة أشهر أو حتى عدة أيام، ومن المؤسف أنّ هذه الحالات تزداد بشكل مستمر، حيث إنّ المحاكم الشرعية تشهد عدّة حالات طلاق بشكل يومي، وبعد دراسة في الأسباب التي توصل الزوجين للانفصال، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

انعدام الثقة:

الشك والغيرة الزائدة تشكل أهم ما هي أسباب الطلاق، وغالباً ما يكون ذلك طبعاً في أحد الزوجين ويصعب تغييره، فإما أن يتقبل الطرق ووسائل الآخر هذا الطبع ويجتنب كل ما يثير غيرة وشك الطرف الآخر، أو الوقوع في مشاكل وعيوب يوميّة ممّا يجعل من العلاقة عبئاً وهماً، من الحلول التي يقدمها الأخصائيون الاجتماعيون، هو معاملة الزوج كصديق مقرّب، والبوح له بكل ما يجول في الخاطر، سواء كان جيّداً، أو سيئاً، فذلك يبني جسور الثقة بين الطرفين، ويجعل الطرف الآخر يشعر بأنّه على علم واطلاع على كل الأمور، وبالتّالي يقلل من حدّة غيرته وشكّه. انعدام أو قلة الإحساس بالمسؤوليّة:

فالزواج رباط يحتّم على كلا الطرفين الالتزام بواجبات تجاه الطرف الآخر، فالزوج تقع عليه العديد من المسؤوليات منها تأمين عيش كريم للزوجة، والزوجة يقع عليها العديد من المسؤوليات أيضاً منها مراعاة الزوج وتفهّمه، وتقصير أحد الطرفين أو كلاهما في هذه المسؤوليات يقلل من المودة بينهما. صعوبة ظروف الحياة: يعاني معظم الناس من الدخل المحدود، والذي هو في الغالب لا يكفي احتياجات الأسرة،

وليس ذلك بسبب تقصير من الزوج، بل من صعوبة الواقع الذي نعيشه، والعديد من الزوجات ينظرن إلى صديقاتهن، أو إلى أخواتهن اللواتي يمتلكن المال، ويطمحن للعيش في نفس المستوى، فيطلبن الطلاق. إهمال الزوجة لنفسها وجمالها: ما إنّ تصبح الزوجة أماً حتى تكرّس اهتمامها في الطفل الجديد وإخوته، وتهمل أناقتها، وجمالها، ممّا يجعل الزوج ينفر منها، نتيجة التغيير الكبير في الزوجة، والعناية بالأطفال هو أمر مهم، ولكن على الزوجة ألا تهمل زوجها فله حق عليها أيضاً.

الزواج بسرعة:

يوجد العديد من الحالات التي تبدأ برباط زوجي مع فترة خطوبة قصيرة جداً، أو بدونها، وذلك يجعل كلا الزوجين يجهل عادات الآخر، وأفكاره، وسلوكيّاته، ومع اتضاحها جميعها بعد الزواج، يبدأ كلا الطرفين برفض الآخر. تدخل الأهل: في المجتمعات العربية بشكل خاص، تدخل كل من أم الزوجة، وأم الزوج في شؤون الزوجين، إذا ما تعدى الأمر للإخوة والأخوات أيضاً، ممّا يتيح الفرصة للنزاعات بين هذه الأطراف، والتي تحوّل الحياة لكابوس ينتهي بالطلاق. العادات السيئة والمذمومة: هناك العديد من الأزواج ممن يدمون الكحول، أو المخدرات، أو السجائر بشكل كبير، ممّا يجعلهم يقصرون في واجباتهم، ويهملون صحتهم، ويقترفون الأخطاء في حق أنفسهم وزوجاتهم.

أسباب فشل الزواج

أسباب الطلاق وطرق علاجه والوقاية منه

حرص الإسلام على تأسيس الأسرة على أسس وقواعد متينة، وذلك من خلال ما فرضه من أحكام فصَّلها القرآن الكريم، وشرحها معلم البشرية وقدوتها محمد رسول الله ﷺ، وإذا ما أتينا لإحصاء عدد ما نزل في الأسرة من آيات؛ فإننا نجد حوالي ثلث القرآن يتحدث عن ذلك، ونخص بالذكر ما يتعلق بالطلاق، حيث نجد ورود سورة كاملة هي سورة الطلاق بها اثنتا عشرة آية، بالإضافة إلى ما نزل في سورة البقرة والنساء والأحزاب، وقد بيَّنت السنة النبوية كل ما يتعلق بالأسرة من أحكام في أحاديث كثيرة يصعب حصرها.

وفي دراسة بعنوان: «أسباب الطلاق وطرق علاجه والوقاية منه»، للدكتورة حفيظة بلميهوب، أستاذة محاضرة بكلية العلوم الإسلامية، جامعة الجزائر، تحاول تسليط الضوء على دوافع الطلاق، وأسباب تفشيه في المجتمع، ثم تبيِّن بعد ذلك الطرق العلاجية والوقائية للحد منه.

تعريف الطلاق وحكمه

الطلاق في اللغة: التخلية، وإزالة القيد والإرسال، يقال: انطلق الرجل ينطلق انطلاقًا.. وامرأة طالق: طلقها زوجها، جاء في اللسان: أطلق زوجته إذا رفع عنها قيد الزواج.

وقال القرطبي: «الطلاق هو حل العصمة المنعقدة بين الأزواج بألفاظ مخصوصة»، فقد اعتبر القرطبي -رحمه الله- الطلاق حلًا وفكًا للعصمة الزوجية، ثم ذكر بعد ذلك ما تنحل به تلك العصمة، وهي ألفاظ الطلاق المخصوصة، وعرَّفه بعض فقهاء الحنفية بـ: «رفع قيد النكاح في الحال أو المآل بلفظ مخصوص».

وفي حكم الطلاق قال الفقهاء: إنَّ الأصل فيه الكراهة؛ وهو خلاف الأولى، وأبغض الحلال إلى الله؛ لما فيه من قطع الألفة والمودة والرحمة، وضرره لا يقف عند المطلقين؛ بل يمتد إلى العائلات، فيكون سببًا لتنافرها وتدابرها؛ ناهيك عن آثاره السلبية على الأولاد، فهو من أخطر الأسباب المؤدية إلى الانحراف والإجرام، وكثير من الأمراض؛ منها الأمراض النفسية والبدنية.

الحكمة من تشريع الطلاق

  • الحد من النزاع والخلاف الذي يقع بين الأسر والجماعات، لما قد يترتب عليه من قطيعة رحم.
  • دفع ما قد يترتب من أضرار، وبخاصة على الأولاد.
  • إعطاء المطلقين فرصة أخرى لبناء أسرة توفر لهم ما فقدوه في الزواج السابق.

وقبل الكلام عن أسباب ودوافع الطلاق، أذكر باختصار أن الشارع الحكيم وضع حواجز وحلولًا وبدائل أولية، ينبغي المرور بها قبل اللّجوء إلى الطلاق، ومنها:

  • ترغيب الزوج في الصبر على الزوجة ومعاشرتها بالمعروف، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19)، ومن الآثار قول عمر رضي الله عنه للذي جاء يريد طلاق زوجته لأنه لا يحبها، قال له: «وهل كل البيوت تبنى على الحب، وأين الرعاية والذمم».
  • تشريع خطوات لحل النزاع القائم بين الزوجين، كما في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء: 34).

  • وإن سدت منافذ الصلح في إطاره الضيق بين الزوجين يُلجأ حينها إلى الحل الخارجي وهو بعث الحكمين، في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء: 35).
  • ولم يقف الأمر في توسيع دائرة الصلح وإبعاد شبح الطلاق والتضييق من دائرته عند هذا الحد؛ بل أعطى الشارع الحكيم فرصة أخرى للإصلاح حتى بعد وقوع الطلاق، حيث جعل الطلاق على مرَّات في قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ …} (البقرة: 229).

  • كما يمكن الرجوع إلى الحياة الزوجية وإصلاح ما وقع بين الزوجين ما دامت المرأة في عدتها، لقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (البقرة: 228).

عوامل وقوع الطلاق

لا بد للطلاق من مقدمات وأسباب وعوامل تؤدي إليه، ومنها:

  • غياب المقاصد الأساسية والأصلية للزواج.
  • استحضار دافع الإشباع الجنسي في الزواج وغياب دوافع الزواج الأخرى.
  • عدم التأهيل والإعداد للحياة الزوجية.
  • الجهل بحقيقة الزواج ومقاصده.
  • ضعف الوازع الديني.
  • سوء أخلاق المرأة أو الرجل.
  • إهمال الواجبات الزوجية والتخلي عنها.
  • سوء الاختيار.
  • عدم تكافؤ الزوجين.
  • اختلاف نظرة الزوجين إلى الحياة.
  • الغيرة المفرطة بين الزوجين.
  • غياب السكن والحوار والتواصل السليم بين الزوجين.
  • الإصابة بمرض خطير؛ جسمي أو عقلي.
  • المخدرات وحبوب الهلوسة.
  • الخيانة الزوجية.
  • اعتداء أحد الزوجين على سلطة الآخر.
  • غياب الحوار واتساع دائرة الخلاف بين الزوجين.
  • عمل المرأة خارج البيت.
  • تحكيم المصلحة الدنيوية في الزواج.
  • فقدان معاني الرجولة الحقيقية.
  • عدم التوافق العاطفي والجنسي.
  • تحكم بعض العادات والأعراف الفاسدة.
  • الجهل بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف، والحِكم المنطوية تحت أحكامه أو معرفتها مع عدم الالتزام بها.

 ومن أجل المحافظة على استقرار الأسرة واستمرارها، ذكر الشارع الحكيم حقوقًا ونصّ عليها ودعا إليها، منها:

  1. المحافظة على الروابط الزوجية، وواجبات الحياة المشتركة.
  2. المعاشرة بالمعروف، وتبادل الاحترام والمودة والرحمة.
  3. التعاون على مصلحة الأسرة، ورعاية الأولاد وحسن تربيتهم.
  4. التشاور في تسيير شؤون الأسرة، وتباعد الولادات.
  5. حسن معاملة كل منهما لأبوي الآخر وأقاربه واحترامهم وزيارتهم.
  6. المحافظة على روابط القرابة والتعامل مع الوالدين والأقربين بالحسنى والمعروف.
  7. زيارة كل منهما لأبويه وأقاربه واستضافتهم بالمعروف.

آثار الطلاق

أولًا: آثار الطلاق على المطلقين:

  • آثار الطلاق على المطلقة:
  1. احتقار المجتمع للمطلقة، فيحكم عليها بأنها ما طُلقت إلا لأنها ليست في المستوى، أو لريبة أو تهمة.
  2. حرمان المرأة من أولادها، إذا مكثوا عند أبيهم، ومشقة إعالتهم إذا تخلى عنهم أبوهم.
  3. فقدان المعيل مما يضطر المرأة إلى البحث عن عمل، إذا كانت فقيرة ويتيمة، بل ربما تعيش عند أخيها الذي قد يحسسها بثقلها عليه خاصة إذا كان ضعيف الشخصية أمام زوجته.
  4. الإصابة بالاكتئاب والتوتر نتيجة نظرة المجتمع القاسية إلى المطلقة، مع العزوف عن الزواج بها.
  5. تعرضها للظلم والاحتقار من قبل أفراد المجتمع.

  • آثار الطلاق على المُطَلِّق:
  1. الحالة النفسية السيئة والإحباط.
  2. اليأس وفقد الثقة في النساء.
  3. الانحراف وتناول المخدرات والخمور لنسيان المشاكل.
  4. البعد عن الأولاد وفلذات الأكباد.
  5. الندم على وقوع الطلاق لعواقبه السيئة عليه وعلى أولاده.
  • آثار الطلاق على مستوى الأسرة:
  1. اضطراب سلوك الأبناء نتيجة ترددهم بين الآباء والأمهات.
  2. تشتت الأسرة، وتشرد الأبناء بل قد يؤدي ذلك إلى انحرافهم، وفساد أخلاقهم.
  3. ظاهرة التشرد، وأغلبها ناتج عن اختلاف الأبوين، وطلاقهما.
  4. إصابة الأولاد بأمراض كثيرة نفسية وجسمية تعوقهم عن بناء مستقبلهم، بل قد تؤدي ببعضهم إلى حياة الإجرام.

ثانيًا: آثار الطلاق على المجتمع:

  1. شيوع الخلاف والنزاع بين أطراف المجتمع.
  2. انتشار الرذيلة وانحصار الفضيلة؛ نتيجة غياب الوازع الديني.
  3. انتشار أوكار الفساد، وممارسة الرذيلة، إلى جانب ظهور أمراض خبيثة، نتيجة أعمال خبيثة، وإذا ما أردنا أن نتلمس ذلك في واقعنا فإننا نجد أنه قد غلب عليه الفساد، وانتشار الزنا، والقتل، والاغتصاب، والسرقة، والمخدرات، والعري، والحرابة، والخمر، والخيانة بجميع أنواعها، إلى غير ذلك من الأوبئة التي أصابت المجتمع المسلم والتي تنذر بخطر كبير.
  4. قلة النسل وانتشار أبناء الزنا، مما يؤدي إلى ضعف المجتمع.

الطرق العلاجية والوقائية للحد من الطلاق

  1. حسن الاختيار للرجل والمرأة، يشهد لذلك قوله ﷺ: «تخيروا لنطفكم …».
  2. الكفاءة في الزواج معتبرة لأنها تساعد على استقرار الحياة الزوجية ونجاحها، كما أنها تساهم في تجنب الزوجين لكثير من المشاكل والصعوبات، وتحفظ الحياة الزوجية من الفشل والإخفاق. وقد حث النبي على تزوج الأكفاء في قوله: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ».
  3. التأهيل للحياة الزوجية والأسرية، وذلك عن طريق التعلم والتفقه في أحكام الأسرة والحياة الزوجية وتربية الأولاد.
  4. التدريب على الطاعة وتحمل المسؤولية والتضحية.
  5. عقد دورات تدريبية وتأهيلية للمقبلين على الزواج .
  6. الاهتمام بالإعلام السمعي البصري بتوظيفه لخدمة الأسرة والمجتمع الإسلامي، لأن دوره كبير في التربية والتوجيه، ومسؤوليته اليوم كبيرة، ينبغي القيام بها والوقوف في وجه الحملة الشرسة التي تحاك ضد الإسلام.

الإجراءات الوقائية قبل إيقاع الطلاق

  • ألا يُلجأ إلى الطلاق إلا عند الضرورة وعند استفحال خطر الشقاق والنزاع، بحيث لو استمرت الحياة الزوجية لأدت إلى شرور وعداوة وبغضاء.
  • جعل الطلاق بيد الرجل، لأنه مكلف بتحمل تكاليف الزواج من مهر ونفقة على الزوجة والعيال، ولأنه أكثر تحكمًا في عواطفه.
  • تقييد الطلاق بوقت الطهر، لقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (الطلاق: 1).
  • جعل الطلاق مفرقًا، والحكمة في ذلك حتى تكون للرجل فرصة في العودة إلى الحياة الزوجية إذا ما ندم عن الطلاق فيراجع زوجته ويصحح خطأه.
  • مكث المرأة المطلقة في بيتها بعد وقوع الطلاق، وهذا من شأنه أن يعطي للزوجين فرصة للإصلاح والمراجعة، عكس ما لو خرجت من بيتها واتسعت دائرة الخلاف، ووصل ما بين الزوجين إلى غيرهما من الأسرتين فتتسع دائرة الخلاف، ويتأزم الوضع الذي ينتهي في غالب الأحيان بالطلاق.
  • الإشهاد على الطلاق، لقوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} (الطلاق: 2).

الزواج الفاشل إن اتخاذ قرار بإنهاء العلاقة الزوجية لا يعد أمرًا سهلًا نظرًا للخوف من الوحدة والخوف من مستقبل غير معروف، ولكن في المقابل يستنزف الزواج غير الصحي وغير السعيد الطاقة البدنية والعقلية على المدى البعيد، وكما يقول الأخصائي الأسري كاري كول المعتمد في معهد جوتمان أن الأبحاث أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من الزيجات السيئة عادة ما يكون لديهم تدنٍ في تقدير الذات، ويعانون من القلق والاكتئاب، ويكون معدل الإصابة بمثل هذه الأمراض عندهم أعلى من أولئك الذين لا يعانون من المشاكل المشابهة، والأشخاص الذين يقررون الطلاق يتعافون عاطفيًا، ويقول كول إن معظمهم يجدون علاقات جديدة، وقد ذكرت إحصائية أن 85 في المئة من المطلقين يتزوجون في غضون خمس سنوات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe