4- نبي الله ابراهيم

0 102

4- نبي الله ابراهيم

بعدما انتهت قصة ثمود مع صالح التي ذكرت في القرءان أكثر من 26 مرة موعظة وذكرى للمؤمنين وعاش الناس ورجع الايمان مرة أخرى ثم بدء الانحراف من جديد وجاءت وسوسة الشيطان من جديد وانتشر الكفر في فلسطين والعراق والجزيرة ومصر وبعث الله تعالى في هذه المرة نبي هو من أعظم الأنبياء من أولي العزم من الرسل أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

من هو نبي الله ابراهيم ؟

هو أبو الأنبياء إبراهيم بن تارخ ويسمى آذر وهو لقب كان يساعد قومه أي يؤازرهم وذكرت قصة إبراهيم عليه السلام في كتاب الله في 73 موضع، في 25 سورة وهو من سلالة سام ابن نوح عليه السلام.

كان في شمال العراق في بابل المدينة المعروفة إلى اليوم وكانت مدينة عظيمة بها حضارة كبيرة وانتشرت فيها عبادة الأصنام.

يقول الله سبحانه وتعالى وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ (25) سورة العنكبوت.

وكانوا لا يعبدون الله إلا ويشركون به الأصنام.

ابراهيم عليه السلام يسأل أبيه وقومه عن سبب عبادة التماثيل

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ( سورة الأنبياء ).

ويقول الله سبحانه وتعالى عن عبادتهم للأوثان وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (74) سورة الشعراء.

بالتالي الأمر توارثوه وبدأ ينبههم الانسان لماذا يعبد اله ؟ حتى إذا احتاج يدعوه ويستجيب له ويقضي له حاجته ويعبد الاله ليهديه إلى الطريق المستقيم لهذا يعبد الله حتى ينفعه ويمنع عنه الضرر.

هؤلاء آلهة لا تسمع ولا تنفع ولا تضر كيف تعبدوها؟ لكنه التقليد الأعمى وتعطيل العقل البشري هذا الذي صنع بهم ذلك.

وبدأ إبراهيم يدعوهم بالحاح.

دعوة ابراهيم بذكاء إلى الله

ولم يعبد ابراهيم الاصنام أبدا، وأخذ يدعوا قومه وبدأ بأبيه يقول الله في سورة مريم

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46).

أي أنه بعدما دعا ابراهيم ابيه هدده بالرجم وطلب منه الابتعاد عنه فترة طويلة.

وكان رد ابراهيم كالتالي قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) سورة مريم.

وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة.

ولايجوز أن يستغفر المؤمن لكافر، والاستغفار كان لمواعدة فقط.

وأكرم الله ابراهيم عليه السلام وكان يسمى خليل الرحمن، والخلة امتلاء القلب بالحب فكان من أكثر الناس محبة عند الله.

ابراهيم عليه السلام يعتذر عن العيد ويهدم الاصنام

وفي هذا الوقت كان عمر ابراهيم 16 عاما وهو نبي وبدأ يفكر ماذا يفعل ؟ فعزم على القضاء على أصل الشر وهذه هي الأصنام وبدأ يهدد بكسر الأصنام وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) سورة الأنبياء.

وقال ذلك علنا وتحداهم علنا وانتظرهم في يوم لا يوجد لديها أحد خاصة وجاءت الفرصة السانحة وكان لهم يوم عيد يخرجون فيه إلى خارج المدينة وهناك يلعبون ويمرحون ويأكلون ويتركون في هذه الفترة الطعام عند الأصنام حتى إذا أتوا آخر النهار يأكلون هذا الطعام المبارك.

ولم يخرج ابراهيم في هذا العيد، فسأله أهله مالك فقال لهم إني نظرت في النجوم فوجدت أني سأكون مريض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كذب عليهم لكنها كانت في الله).

جاءت ذلك في الآيات التالية: ۞ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) سورة الأنبياء.

ابراهيم عليه السلام يهدم الأصنام ويترك المعول في رأس كبيرهم

وجاءت مسألة اعتذارهم عن الخروج في قوله تعالى فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) سورة الصافات.

أي أن ابراهيم عليه السلام استغل الفرصة وذهب إلى الأصنام، الموجود أمامهم الطعام الذي تركه قومه ليحصل على المباركة فكلم التماثيل ألا تأكلون ؟! بصورة ساخرة، وبدأ يضربهم بيده اليمنى وقام بتفتيتهم وترك صنم كبير وترك الأصنام على هذا المشهد، وعلق المعول عليه المعول.

مواجهة ابراهيم قومه بعد تكسير أصنامهم التي اعتبروها آلهة

ووصل الناس فوجئوا بالتماثيل مكسورة وتساءلوا من فعل ذلك بالالهة ؟ فأتوا بابراهيم وأتوا بأهل بابل بالكامل وسألوه: ” هل فعلت ذلك بالالهة يا ابرهيم قال بل فعلهم كبيرهم هذا فاسألوه إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى انفسهم وتساءلوا وكيف كبير الآلهة لا ينطق وفعلا بيده الفأس، وحاوروا انفسهم قالوا إنكم أنتم الظالمون لكنهم لم يؤمنوا بل انقلبوا بعدما رأوا العلامة والمنطق الواضح”

يقول الله تعالى : قَالُوا مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء.

قوم ابراهيم يقررون حرقه بالنار أمام مجتمع بابل

أي أن قوم ابراهيم مع ذلك أصروا وهددوه بأن يحرقوه، وخصصوا أرض صماء ليست تراب وأحاطوها بالحجارة وجعلوها محاطة وأمر كل الناس أن يشاركوا بوضع الأخشاب في هذه المنطقة وبدأ الناس يأتون بالأخشاب حتى النساء والأطفال حتى صارت الأخشاب بنيان، وارتفعت كالعمارة ثم أشعلوا النارا وجاءوا بالمنجنيق.

والمنجنيق آلة يقذفون بها الحجارة يضعون الحجر فيها ثم يقطعون الحبل فترمي الحجر إلى مسافة بعيدة، ووضعوا ابراهيم عليه السلام في كفة المنجنيق.

وفي هذه الأثناء كان دعاء ابراهيم عليه السلام: ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” أي يكفينا الله وما نحتاج أحد غيره، والتوكل عليه فقط.

المعجزة تحدث ولا يصاب إبراهيم عليه السلام بأذى

لذلك جاءت بعض الروايات أن ابراهيم عليه السلام بينما هو مقذوف في طريقه إلى النار جاءه جبريل فقال يا ابراهيم ألك حاجة ؟ فقال أما إليك فلا، وأما إلى الله فنعم.

وفي رواية أخرى أن ملك المطر استئذن الله تعالى أن ينزل المطر فيطفيء نار ابراهيم لكن كان أمر الله أعجل، حيث قال الله : قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء

وحدثت المعجزة فالنار لم تحرقه، ولم تشتعل ثياب ابراهيم وما احترق منه إلا الحبل الذي كان مربوطا به، فسبحان القادر عز وجل وظل الناس ينتظرون المشهد والنار تخمد وفجأة ينظرون وإذ إبراهيم عليه السلام في وسط النار متنعم.

جاءت الروايات أنه يقول عليه السلام ما كانت أيام أنعم عندي من الوقت الذي كنت فيه في النار، والناس مشدوهة فهو وسط النار ولا يحرق، والناس تنظر لهذه المعجزة ثم يخرج ابراهيم عليه السلام من بين النار سليم ليس به سوء ومع ذلك لم يؤمن لإبراهيم عليه السلام إلى لوط فقط من قومه.

يقول الله : فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ (25) ۞ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) سورة العنكبوت.

ما هي أعار الأنبياء عليهم السلام

الملك النمرود تصله أخبار بابل وعن ابراهيم الذي لم تحرقه النار

وصلت الأخبار إلى الملك النمرود وهو ملك ذلك الزمان وفي رواية أنه كان يحكم معظم الأرض، فقال ائتوني به فجيء به إلى النمرود فأخذ يحدثه عن ربه.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي

هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) سورة البقرة.

وجاء النمرود برجلين من السجن وحكم على واحد بالموت وترك الآخر، ليثبت أنه يحيي ويميت، لكن ابراهيم كان يقصد اصل الاحياء والإماتة.

إبراهيم عليه السلام يهاجر إلى الشام

لذلك لم يعقب ابراهيم عليه السلام من ذلك وتحدث عن الشمس والمغرب، ولم يتعرض النمرود لإبراهيم عليه السلام وترك العراق وهاجر إلى الشام إلى سورية، ووصل إلى منطقة حران وتزوج بزوجته سارة ابنة عمه.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” ما خلق على الأرض أجمل من سارة إلا حواء”.

وهاجر فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم، وذهبوا إلى الشام.

وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة الأنبياء.

وكان أهل حران تعبد النجوم فأراد ابراهيم عليه السلام أن يريهم أن عبادة النجوم هذه باطلة وجاء ذلك في الآيات فقد كانوا يتعبدون في الليل وخرج معهم يوم من الأيام يريد أن يريهم أن العبادة باطلة.

وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) سورة الأنعام أي أنه كشف له المجرات والنجوم، وبعدما أراه الله اعجازه في السماء فأيقن بالله عز وجل وعندها أراد أن يجادل قوم حران في عبادتهم في النجوم.

وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81)  الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) سورة الأنعام.

والكوكب يقال إنه الزهرة وبدأ يستهزيء بقوم حران ويقول أن هذا ربه ولما مضى الليل اختفى كوكب الزهرة، وتروي الآيات جداله لقوم حران، والناس تنظر لنقاشه ويستعجبون من إثباته بالحجة والمنطق، وبدأ قومه يجادلونه ولكنه أكد أنه لا يخاف منهم وتحدث معهم عن الله سبحانه وتعالى.

هجرة إبراهيم عليه السلام إلى مصر ومعه زوجته سارة أجمل نساء الأرض

وقرر ابراهيم عليه السلام الهجرة مرة أخرى وقرر هذه المرة الهجرة إلى مصر وترك الشام وفلسطين وذهب إلى مصر.

الحاكم الذي كان على مصر وصلته الأخبار بوصول رجل معه امرأة هي أجمل نساء الأرض فطمع بها وأرسل جنوده ليأتونه بهذه المرأة، وقال اسألوا عن الرجل الذي معها فإن كان زوجها فاقتلوه، فجاء الوحي لإبراهيم عليه السلام بذلك فقال لسارة إن سألوكِ عني فقولي أنتِ أختي في الله، وقال لها والله ما على الأرض التي نحن فيها مؤمن غيري وغيركِ.

الأرض كانت كافرة لا يوجد بها مؤمن أو موحد بالله، فقالوا ما تكون هذه منك؟ قال أختي هي أختي يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ” كذب لكن في الله”.

قصة سيدنا لوط عليه السلام

أنواع الكذب التي قالها ابراهيم عليه السلام

لما قال إني سقيم يعني مريض، ولما قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون، وهذه المرة لما قال هي أختي وكلها أمور تحتمل التأويل.

وإبراهيم عليه السلام جاء بالبشر قالوا يا ابراهيم أنت خليل الرحمن ادع الله ربنا أن يبدأ الحساب؟ قال لا إني أخاف ربي إني كذبت ثلاث مرات.

دعاء سارة عليها السلام ضد حاكم مصر

فأخذوا سارة عليها السلام إلى الملك ودعت ربها لما عرفت أنه فاجر ويريد أن يأخذها قالت : ” اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط عليّ الكافر”. هذا كان دعاءها عليها السلام.

فلما أدخلوها عليه أراد أن يمد يده ليلمسها فشل وبدأ يصرخ لا يستطيع أن يحرك يده وجاء الأعوان أن يريدون ان ينقذوه، فخافت سارة على نفسها أن يقتلوها لأنها فعلت ذلك بالملك فقالت : ياربي اتركه لا يقتلوني به. فالله استجاب لدعاءها فرجعت يده سليمة.

وحاول الهجوم عليها مرة أخرى فشل مرة أخرى، فقال : فكيني، فدعت الله تعالى فتم فكه فما تاب وهاجم عليها مرة ثالثة، فشل للمرة الثالثة فقال لها: فكيني وأطلقكِ في سبيلك وأكرمك، فدعت الله سبحانه وتعالى ففك هذا الكافر.

فنادى الأعوان وقال : أخرجوها عني والله ما جئتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان. وأطلقوها، وأرسل معها الذهب والجواهر وأرسل معها هدية أمة اسمها هاجر.

فكانت هاجر تخدم سارة ورجعت سارة إلى إبراهيم عليه السلام، وإذا هو يصلي. فقال لها ماذا حدث؟

فقالت له أن الله سلط على الكافر ولم يستطع الحصول على شيء.

فقال ابراهيم : الحمدلله.

وقرر أن يخرج من مصر ورجع مرة أخرى إلى فلسطين.

معجزات سيدنا إبراهيم

بعدما هدم إبراهيم عليه السلام الأصنام التي يعبدها قومه في غيابهم ليقيم عليهم الحُجة بأنها حجارة لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر ووصل الناس فوجئوا بالتماثيل مكسورة وتساءلوا من فعل ذلك بالالهة ؟ فأتوا بابراهيم وأتوا بأهل بابل بالكامل وسألوه: ” هل فعلت ذلك بالالهة يا ابرهيم قال بل فعلهم كبيرهم هذا فاسألوه إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى انفسهم وتساءلوا وكيف كبير الآلهة لا ينطق وفعلا بيده الفأس، وحاوروا انفسهم قالوا إنكم أنتم الظالمون لكنهم لم يؤمنوا بل انقلبوا بعدما رأوا العلامة والمنطق الواضح”.

قرر قوم ابراهيم أن يحرقوه وخصصوا أرض صماء ليست تراب وأحاطوها بالحجارة وجعلوها محاطة وأمر كل الناس أن يشاركوا بوضع الأخشاب في هذه المنطقة وبدأ الناس يأتون بالأخشاب حتى النساء والأطفال حتى صارت الأخشاب بنيان، وارتفعت كالعمارة ثم أشعلوا النارا وجاءوا بالمنجنيق.

والمنجنيق آلة يقذفون بها الحجارة يضعون الحجر فيها ثم يقطعون الحبل فترمي الحجر إلى مسافة بعيدة، ووضعوا ابراهيم عليه السلام في كفة المنجنيق.

وفي هذه الأثناء كان دعاء ابراهيم عليه السلام: ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” أي يكفينا الله وما نحتاج أحد غيره، والتوكل عليه فقط.

المعجزة تحدث ولا يصاب إبراهيم عليه السلام بأذى لذلك جاءت بعض الروايات أن ابراهيم عليه السلام بينما هو مقذوف في طريقه إلى النار جاءه جبريل فقال يا ابراهيم ألك حاجة ؟ فقال أما إليك فلا، وأما إلى الله فنعم.

وفي رواية أخرى أن ملك المطر استئذن الله تعالى أن ينزل المطر فيطفيء نار ابراهيم لكن كان أمر الله أعجل، حيث قال الله : قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء

وحدثت المعجزة فالنار لم تحرقه، ولم تشتعل ثياب ابراهيم وما احترق منه إلا الحبل الذي كان مربوطا به، فسبحان القادر عز وجل وظل الناس ينتظرون المشهد والنار تخمد وفجأة ينظرون وإذ إبراهيم عليه السلام في وسط النار متنعم.

يقول الله : فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ

يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ (25) ۞ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) سورة العنكبوت.

ابراهيم يرى رؤية ذبح ابنه اسماعيل

ومرت الأيام وشب اسماعيل عليه السلام في جرهم وكان ابراهيم عليه السلام يزوره في كل عام مرة أو مرتين أو أكثر، وظل على هذا الحال إلى أن جاء حدث عظيم ففي أحد زيارات ابراهيم عليه السلام لمكة وبينما هو نائم في مكة في زيارته لاسماعيل إذ رأى رؤية في المنام أنه يذبح ابنه وهو يعلم أن رؤى الأنبياء حق ولا يتمثل فيها الشيطان، فعزم على هذا الأمر ولم يتردد.

يروي الله عز وجل القصة في كتابه بسورة الصافات

رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ

هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)

يقول الفقهاء أن ابراهيم أراد أن يشارك ابنه في أجره لتنفيذ أمر الله حيث وافق اسماعيل على ابتلاء الله وقال له افعل ما تؤمر لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق، حيث كان مسلم لله عز وجل، وصبر. فكان اسماعيل منتهى الأدب مع الله عز وجل حيث قال ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ولم يغترّ بإيمانه ولا علمه ولا قدرته وإنما نسب ذلك إلى الله عز وجل.

وقال اسماعيل ضع جبهتي على الأرض حتى لا تشفق عليه وبالفعل وضع جبهته على الأرض، وأخذ ابراهيم السكين ووضعها على رقبة اسماعيل وجرها فلم تقطع السكين وأخذ إبراهيم يضغط ويجر، ويقول له اسماعيل: “شد يا أبي ” لكن لم تقطع.

الله يفدي اسماعيل بكبش من الجنة

فبعدما أسلما ( اسماعيل وابراهيم ) وخضعها لتنفيذ الأمر، فهنا الاسلام الكامل الواضح الظاهر الذي هو التسليم لأمر الله ونهيه بلا تردد ولا إعتراض. وبالتالي لم يعد هناك حاجة للاختبار فالتسليم حدث، فلما ظهر التسليم لله رب العالمين جاءه النداء وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا وحولتها إلى واقع إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين، يعني هذا هو أعظم اختبار في التاريخ.

وسمع ابراهيم نداء من خلفه فوجد جبريل ومعه كبش فداء نزل من الجنة، فهو كبش قد رعى في الجنة أربعين خريف أبيض أعين عيناه واسعتان وقرونه كبيرة هكذا وفى وهكذا فدى اسماعيل عليه السلام وصارت سنة في أمة الاسلام من بعده أن يضحون لله عز وجل عند الكعبة عند الحرم في كل عام مرة ويضحي معهم المسلمون في أنحاء الأرض لاستشعار معنى الاستسلام والسير على نهج ابراهيم عليه السلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe