4- أنواع الحديث الموضوع وعلاماته

0 150

4- أنواع الحديث الموضوع وعلاماته

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-1.jpg

ما هو الحديث الموضوع

قام أهل العلم بتعريف الحديث الموضوع على أنه: (هو الحديث المختلق المصنوع المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم؛ سواء كان عن عمد أو غير عمد)، ولقد قال عنه الشيخ البيقوني في منظومته البيقونية: (وَالْكَذِبُ المُخْتَلَقُ الْمَصْنُوعُ، عَلَى النَّبِيْ فَذَلِكَ الْمَوضُوعُ)، والحديث الموضوع هو أحد أقسام الحديث الضعيف أي أن حكمهم واحد وهو البطلان، ولقد ذهب العلماء إلى أنه من يتعمد وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر تستدعي التوبة والندم وأن يعزم فاعلها على ألا يعود إليها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كذب عليّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار. وهو حديث متفق عليه، بل إنه قد بلغ مبلغ التواتر).

ولقد ذهب بعض العلماء إلى ما هو أكثر من ذلك فقد قالوا بكفر واضع الحديث المتعمد عن رسول الله، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى في كتابه الكريم: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) من سورة يونس.

أنواع الحديث الموضوع

ورد نوعان من انواع الحديث الموضوع ويمكن تصنيفهم كما قال العلماء كما يأتي:

نوع تعمد الراوي وضعه

والأحاديث التي وضعت عن رسول الله متعمدة كثيرة، كما أن أغراضها والأسباب التي وضعت من أجلها كثيرة، وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع بالناس إلى وضع الأحاديث عن رسول الله، ومن هذه الأسباب هي ما يأتي:

  • محاولة إفساد دِين الإسلام ويقوم بفعل هذا الزنادقة والملحدين،  ولقد قال عنهم حماد بن زيد: وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث، لكن الله تعالى منَّ على أمة الإسلام بالنقاد، والمحققين، الذين نخلوا السنة، فأخرجوا منها ما كان من هذا الباب، وأشباهه، وصنفوا في ذلك الكتب، والمؤلفات.
  • أن يقوموا بنصرة رأيهم أو مذهبهم على حساب دينهم.
  • محاولة جني المال من رواية الأحاديث الموضوع والذي يقوم بهذا الفعل هما بعض القصاص والمادحين، حيث يقومون برواية الأحاديث الكاذبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل كسب المال.
  • محاولة التقرب من الملوك وأصحاب الجاه، حيث يقومون برواية الحديث لهم بما يشتهون لكي يؤيدوا بعض أفعالهم التي لم يأتي بها الإسلام، وذلك كما فعل غياث بن إبراهيم مع المهدي أمير المؤمنين عندما قام بمجاملة الخليفة على لسان النبي صلى الله عليه عندما رآه يلعب بالحمام، ذكر له حديثًا بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا سبق إلا في نصل، أو خف، أو حافر، أو جناحٍ. فأضاف: أو جناح.

نوع وضع بغير عمد

ومن الأحاديث التي وضعت عن رسول الله بغير عمد هو حديث رواه ابن ماجه نِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، مَرْفُوعًا: “مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ”، ويقول الحاكم عن هذا الحديث: (دَخَلَ ثَابِتٌ عَلَى شَرِيكٍ وَهُوَ يُمْلِي، وَيَقُولُ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَكَتَ؛ لِيَكْتُبَ الْمُسْتَمْلِي، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى ثَابِتٍ، قَالَ: مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ، وَقَصَدَ بِذَلِكَ ثَابِتًا؛ لِزُهْدِهِ وَوَرَعِهِ، فَظَنَّ ثَابِتٌ أَنَّهُ مَتْنُ ذَلِكَ الْإِسْنَادِ؛ فَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ). 

حديث الزواج

من علامات الحديث الموضوع

تنتشر الأحاديث الموضوعة كثيرًا بين الكثير من عامة الناس والذين لا يملكون أي معلومات عن كونها موضوعة ويقومون بترديدها بدون علم، لذلك قام بعض العلماء بوضع بعض العلامات التي نستطيع من خلالها التعرف على الحديث الموضوع والتي يعرفها طلاب مادة الحديث، من علامات الحديث الموضوع مما يأتي: 

  • المجازفات التي لا تصح أن ترد عن رسول الله كأن يقول: من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرًا له سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون له.
  • الأحاديث التي تنم عن كذب حسي مثل حديث الباذنجان شفاء من كل داء. وحديث: إن القمر دخل في جيب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج من كمه. وحديث: رد الشمس إلى علي بن أبي طالب.
  • الأحاديث التي تحمل كلام ساخر، فهي لا تصح أن ترد عن رسول الله، مثل حديث لو كان الأرز رجلاً لكان حليمًا، ما أكله جائع إلا شبّعه، وحديث: قدس العدس على لسان سبعين نبيًّا، آخرهم عيسى عليه السلام.
  • الأحاديث التي تناقض السنة النبوية الصحيحة فمن ذلك أحاديث: مَن اسمه محمد و أحمد، وأن كل من يسمى بهذا الاسم لا تمس جسده النار، أو أنه في الجنة.
  • الأحاديث التي تبطل شواهد صحيحة  من حولنا كأن تناقض شواهد علمية ثابتة، وذلك مثل حديث إن (ق) جبل من زمردة خضراء محيطة بالدنيا، كإحاطة الحائط بالبستان، والسماء واضعة أكتافها عليه فزرقتها منه.
  • الأحاديث التي تخالف آيات القرآن كحديث مقدار الدنيا ، وأنها سبعة آلاف سنة، وأن الذاهب منها كذا، فإن ذلك يدل على علم الساعة مع أن تعالى يقول في كتابه الكريم: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّه).
  • الأحاديث الذي يكذبها التاريخ والوقائع الصحيحة كحديث وضع الجزية عن أهل خيبر والتي لم تكن نزلت في ذلك الوقت بل هي وضعت في عهد عمر بن الخطاب.
  • الأحاديث التي تناقض الفضيلة كالتي تحث على الشره في الطعام، مثل الحديث الذي يصف أكل الرسول للعنب بما لم يرد عنه.
  • الأحاديث التي تناقض الفضيحة كحديث: لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه.
  • الأحاديث التي تناقض اللغة فقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم وعرف بالفصاحة البليغة.

أمثلة على الحديث الموضوع

  • «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً»، وفي لفظ: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له».
  • «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش»، وفي لفظ : «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
  • «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».
  • «إياكم وخضراءُ الدِّمن فقيل: ما خضراء الدِّمن؟ قال المرأةُ الحسناء في المنبت السوء».
  • «صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والفقهاء». وفي لفظ «صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والعلماء».
  • «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا ……… أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له ألفُ ملكٍ».
  • «من نام بعد العصر ، فاختُلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه».
  • «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»، وفي لفظ: ((إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم». 

احاديث اخر الزمان ووصايا الرسول الكريم    

أحوال المسلمين في آخر الزمان

وضح لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما سيؤول إليه حال المسلمين في آخر الزمان وأيضاً وضح لنا صفات الناس في آخر الزمان في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد تحققت الكثير من تلك النبوءات على مر الزمان وما زال الكثير منها يتحقق حتى الآن ومنها:

  • أخبر النبي النبي صلى الله عليه وسلم عن حال الناس عندما يحشرون بالنار هذه فقال: “يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ، وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِير، قال بعضهم العشرة يعتقبونه فيركب الواحد وينزل الآخرون وهكذا-، وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّارُ، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا –من القيلولة-وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا –نوم الليل-، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثمَّ فتنةُ الدهيماءِ لا تدعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأمةِ إلا لطمتْهُ لطمةً، فإذا قيل: انقضَتْ، تمادَتْ، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصيرَ الناسُ إلى فسطاطينِ، فسطاطِ إيمان ٍ لا نفاقَ فيه، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكُمْ فانتظروا الدجالَ مِنْ يومِهِ أوْ مِنْ غدِه”.
  • “طُوبَى لعيشٍ بعْدَ المسيحِ يؤذَنُ للسماءِ في القُطْرِ، ويؤذَنُ للأرْضِ في النباتِ، حتى لو بذرْتَ حَبَّكَ على الصفَا لنَبَتَ وحتَّى يَمُرَّ الرجلُ على الأسَدِ فلا يضرُّهُ، ويطَأَ على الحيَّةِ فلا تضرُّهُ ولا تَشَاحَّ ولا تحاسُدَ ولا تباغُضَ”.
  • “إن بين يدي الساعة: تسليم الخاصة، وفشو التجارة؛ حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم”.
  • “لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ”.
  • قال رسول الله “كيف بكم وبزمان (أو يوشك أن يأتي زمان) يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا”، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم”.

أحاديث آخر الزمان

توضح احاديث فتن اخر الزمان الصحيحة الفترة الزمنية الأخيرة قبل قيام الساعة وكيف سيكون حال المسلمين في تلك الفترة، فتلك الأشياء والمعلومات من الغيبيات التي يؤمن بها المسلمون والتي يقوم فيها عدد من علامات اقتراب الساعة الصغرى منها والكبرى، وأهمها هو المهدي المنتظر وخروج يأجوج ومأجوج، وكلها أحداث وتغيرات تشير إلى اقتراب خراب العالم وقيام الساعة وتنبه الغافلين عن الاستعداد للقاء الخالق سبحانه وتعالى.

شاهد الفيديو

وهناك عدد كبير من الأحاديث الشريفة الصحيحة والتي توارت إلينا خلال العصور الطويلة بكافة تفاصيلها، منها ما يوضح فضائل ذلك الزمان ومنها ما يذمه، ومنها ما يصف أحوال العباد ويدلهم على طريق النجاة من تلك الفتن، ومن أبرز تلك الأحاديث:

دعاء ما قبل النوم للأطفال

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى”.
  • “يَكُونُ فِي آخِرِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ، وَمَسْخٌ، وَقَذْفٌ قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخُبْثُ”.
  • “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ”.
  • “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا”.
  • “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ، سَارُوا إِلَيْهِ، فيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو”.
  • ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ –أي الدجال-فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ –أي يكفرون به -فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ -أي قد أصابهم القحط والجدب-لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ”.
  • “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ – لأن هذا الشيء الهائل الذي يحدث يجبر كل واحد مهما كان كافر أو عاصياً على لإيمان -فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا”.

أحاديث عن وصايا الرسول في آخر الزمان

وصانا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم باتقاء الله وعبادة الله وحده لا شريك له بكل إيمان وإخلاص، حيث أنه سوف يتعرض العالم في وقت ما إلى الكثير من الفتن، ويرشدنا فيها  إلى الصراط المستقيم وكيفية تمسك المسلم بدينه أمام ما يعصف به من فتن وشهوات خاصة في تلك الفترة التي سيكثر فيها الهرج والمرج، ويلتبس فيها الحق بالباطل، حيث أرشدنا إلى:

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ”.
  • “يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة؛ فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم كاتبًا، ولا عريفـًا، ولا شرطيًا”.
  • “اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم”.
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ، وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ، حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ -يَعْنِي آمَنُوا- أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فِيهِ فلا يَطْعَمُها).

أحاديث آخر الزمان بين الفضل والذم

  • عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا، إمامهم الدنيا (في رواية أمانيهم الدنيا، وفي أخرى: ذكرهم الدنيا وحب الدنيا)، فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة”.
  • وقد جاء في فضائل آخر الزمان، من حديث أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر”.

شرح حديث خير الصدقة عن ظهر غنى

معنى حديث خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى

إن شرائع الإسلام كلها جاءت وسطاً فكانت ما بين الإفراط والتفريط، ومن هذه الشرائع الصدقة فأفضل الصدقة كما جاء عن رسولنا الكريم أنها هي ما يتم إخراجها من قبل الإنسان من ماله بعد القيام بحقوق النفس والعيال، بحيث أن المتصدق لا يغدو محتاجاً بعد إخراج صدقته، فهذه الصدقة هي التي تكون عن ظهر غنى، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” أفضل الصدقة أو خير الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول”، متفق عليه، وإن شرح حديث خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى كالتالي:

  • قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم (وخير الصدقة عن ظهر غنى) معناه أن أفضل الصدقة التي يكون صاحبها بعدها مستغنياً بما بقي معه، وفي تقديره أن أفضل الصدقة هي التي تبقي صاحبها في غنى يعتمده ويستظهر به على حاجاته ومصالحه، وهذه الصدقة تكون أفضل من الصدقة التي يتصدق صاحبها بكل ماله، لأنه من تصدق بماله كله سيندم لأنه سيحتاج فيما بعد، وهذا بخلاف من يتصدق بجزء من ماله فهي يبقى مستغنياً من بعدها ويسر بها.
  • وإن فتح الباري قد شرح معنى هذا الحديث الشريف بأنه من أفضل الصدقات هي التي تقع بعد القيام بحقوق النفس وحقوق العيال بحيث أن المتصدق لا يحتاج لأحد بعد صدقته، ويتجلى معنى الغنى هنا في هذا الحديث هو حصول ما تدفع به الحاجة مثل الأكل عند الجوع بالإضافة إلى ستر العورة والحاجة إلى ما يدفع به لدرء الأذى عن النفس، وإن التصدق بالمال كله لا يجوز فهو هنا ليس بمعنى الإيثار بل هو يحرم، لأنه إذا آثر غيره به عن نفسه أدى إلى إهلاكها والإضرار بها، وهنا تكون مراعاة النفس أولى، فعندما تسقط هذه الواجبات يصح الإيثار في هذه الحالة، وكانت صدقته هي الأفضل.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان”، متفق عليه.. وفي رواية لمسلم: “أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء”، ومعنى: (تأمل الغنى) في “مراعاة المفاتيح للمباركفوري” : أي ترجوه وتطمع فيه يعني وتقول اترك مالك في بيتك لتكون غنياً ويكون لك عز عند الناس بسبب غناك.
  • قال ابن بطال وغيره: “لما كان الشح غالباً في الصحة فالسماح فيه بالصدقة أصدق في النية وأعظم للأجر، بخلاف من يئس من الحياة، ورأى مصير المال لغيره“، فتح الباري لابن حجر.

خير الصدقة على الأهل

نلاحظ أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى بقوله: “وابدأ بمن تعول”، فهذا يدل على أن النفقة على الأهل تعتبر أفضل من الصدقة حيث أن الصدقة هي تطوع، بينما النفقة على الأهل تعتبر فريضة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على التربية النبوية التي علمنا إياها رسولنا الكريم، بالإضافة إلى ترتيب الأولويات في النفقة حتى يستطيع أن يكفي المرء أهله،

ثم بعد ذلك يستطيع أن يتصدق عن ظهر غنى، وإن في هذا الحديث الشريف قد تم تقديم نفقة المرء لنفسه وعياله لأنها تنحصر فيه، وعلى الإنسان ألا يتصدق بكل ما يملك وإنما بجزء منه، ويجب ترتيب الأولويات والابتداء بالمهم فالأهم في الأمور الشرعية، وإن نفقة الفرد على أهله ومن يعولهم تُحتسب صدقة إذا كانت نية الإنسان ذلك.

معنى كلمة ظهر غنى

ورد في السنة النبوية الشريفة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : “الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفُّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ”، ونجد معنى الصدقة عن ظهر غنى أن أفضل الصدقة هي التي تبقي صاحبها بعدها مستغنياً بالشيء الذي تبقى معه، وإن أفضل الصدقة هو ما وقع بعد أن تم القيام بحقوق النفس والعيال، فيتجلى معنى الغنى في هذا الحديث الشريف أنه هو الحصول ما تدفع به الحاجة الضرورية مثل الأكل وستر العورة وغيرها.

أما قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “وَمَنْ يَسْتَعْفِفِ يُعِفُّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ”، فهاتين الجملتين تعتبران جملتين متلازمتين مع بعضهما البعض، حيث أن كمال العبد يتجلى في إخلاصه لربه رغبة ورهبة بالإضافة إلى تعلقه، فعلى الفرد أن يسعى لتحقيق هذا الكمال، ليغدو عبداً لله حراً من رق المخلوقين، وعليه أن يجاهد نفسه على شيئين اثنين وهما:

  • الأمر الأول يتجلى في انصراف النفس عن التعلق بالبشر أو المخلوقين ويتم ذلك بالاستعفاف عن الأشياء التي تكون في أيديهم، فلا يطلبه بمقاله ولا يطلبه بلسان حاله، ولهذا قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لعمر: “مَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا المالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ”، فقد قطع النبي الإشراف في القلب والسؤال باللسان بقصد التعفف والترفع عن منن البشر والمخلوقين، والبعد عن تعلق القلب بهم لأنه سبب قوي للوصول إلى العفة، ولهذا يجب عليه أن يجاهد نفسه في هذا الجانب.
  • الأمر الثاني يتجلى في الاستغناء بالله سبحانه وتعالى والثقة بكفايته، فمن يتوكل عليه فهو حسبه، فمن استعف عن الأمور الموجودة في أيدي الناس، فهذا الأمر يزيد من علاقة العبد بربه ورجاؤه، بالإضافة إلى طمع المسلم بفضل الله وإحسانه، ويحسن الظن بربه ويثق به، ونجد أن هذين الأمرين يتصلان ببعضهما فالواحد يقوي الثاني وبالعكس، فكلما قوي تعلقه بالله عز وجل فسيؤدي إلى ضعف تعلقه بالبشر والمخلوقين وبالعكس.

أحاديث عن الصدقة

لقد ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الصدقة وقد تطرق رسولنا الكريم إلى أشكال الصدقة المختلفة والمتعددة، ففي هذا المقال سنتطرق إلى الأحاديث النبوية الشريفة عن الصدقة وهي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ))، رواه البخاري ومسلم.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء”.
  • قال صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ).
  • عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فاتقوا النار ولو بشق تمرة).
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك ) رواه البخاري ومسلم .
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ“.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe