10 أدعية للحصول على زوج صالح

0 100

10 أدعية للحصول على زوج صالح

أهمية الدعاء واللجوء لله عز وجل

الدعاء هو حصن المؤمن، وللدعاء شأن عظيم في الإسلام، فإنه يقوي كيان الإنسان، فلا يتسرب إليه ضعف لأنه يخرج من حوله وقوته إلى حول الله العظيم، قال تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، وإن الله عز وجل يستحي من المؤمن ان يرفع إليه يديه بالدعاء فيرده خائبًا، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام “الدُّعاءُ هوَ العِبَادةُ”. رواه أَبُو داود والترمذي وقالا حديث حسن صحيح، وعن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ))[مسند الإمام أحمد]

الدعاء من أجل الزواج

قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60} . لا يوجد صيغة معينة ومؤكدة لدعاء الزواج، لأن الله تعالى يختار لنا الخير والزواج والرجل الصالح في التوقيت المناسب، لذلك يجب مع الدعاء الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره، يجب ايضًا الاستعفاف حتى يحين وقت الزواج والابتعاد عن الاختلاط والالتزام بالحجاب الشرعي والعفة،

قال تعالى (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ(النور: من الآية33)، ويمكن ايضًا ان تطلبي من والدك ان يبحث لك عن الزوج الصالح من الشباب المستقيمين من الاقرباء وان يزوجك اياه، وليس عليه حرج ان يكون فقيرًا لأن الرزق بيد الله عز وجل وحده،  قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (النور:32).

أهمية اختيار الزوج الصالح

قد تتساءل الفتاة المقبلة على الزواج عن صفات الزوج الصالح، ولا شك ان كل فتاة تريد ان تظفر بزوج تجتمع فيه كل الصفات الحسنة، مثل الجمال والنسب والمال والدين والعلم، لكن لا يوجد إنسان كامل، وهذه الصفات تكون عند كل شخص بنسب مختلفة، والرسول عليه الصلاة والسلام قد صور لنا هذه الاختيارات عندما قال (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)،

وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام منذ القدم ان الناس يميلون للمظاهر الخارجية، مثال المال في البداية فإن لم يكون متوافرًا بالحسب، وإن لم يكن متوافرًا فالجمال ويهملون اهم امر هو الدين، لأن الأساسي في بناء علاقة ناجحة ومتينه، وقد جعل رسول الله عليه الصلاة والسلام الدين هو الهدف عند البحث عن الشريك المستقبلي.

هذا المثال ينطبق على كل من الزوج والزوجة، فالرجل صاحب الدين كما وصفه الحسن البصري، إذا أحب زوجته أكرمها وإن بغضها لم يهنها، والزوج الصالح هو غاية البغية من الزواج الذي يطعم زوجته حلالًا ويلبسها حلالًا، ويحفظ عليها دينها وشرفها، اما الفاسق فتكون ذنوبه التي يرتكبها سببًا في كشف سترة اهل بيته، وسوء حاله، وسوء عشرته لأهله فتكون العائلة في نزاع وصراع دائم ويختفي السلام والهناءة من المنزل، فلا يكون هناك راحة في المنزل.

كما ان لكل اختيار ضريبة، فمثلًا الفتاة التي تشترط ان يكون الزوج غنيًا يجب عليها معرفة ان ذلك يمكن ان يترتب عليه كثرة اعمال الزوج وانشغاله في المؤتمرات والاسفار والاجتماعات لفترات طويلة، فيجب عليها ان ترضى بذلك لأنه كان اختيارها منذ البداية، والمثال ايضًا ينطبق على الزوج الذي يشترط ان تكون زوجته طبيبة في البداية، يجب ان يقبل بان الطبيبة عملها شاق ويمكن ان تغيب عن المنزل لساعات طويلة لرعاية مرضاها والاعتناء بهم.

أدعية الحصول على الزوج الصالح

لا يوجد صيغة مؤكدة لتيسير الزواج، ومن الادعية العامة لتيسير الزواج

  1. عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت.
  2. النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
  3. قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: ما يمنعنك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين. 
  4. بعد قول هذه الأدعية، يمكن ان تبدأ المرأة او الرجل بقراءة الورد الآتي من اجل تيسير الزواج، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم (100 مرة)
  5. اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. (100 مرة)
  6. اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمدٌ عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقامًا محمودًا، يغبطه به الأولون والآخرون. (100 مرة)
  7. اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد (100 مرة)
  8. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (33 مرة)
  9. يجب بعدها التوجه إلى الله عز وجل واستقبال القبلة والدعاء ب: اللهم أسالك زوجًا صالحًا يعينني في ديني ودنياي (33 مرة)
  10. اللهم إني أسالك ستر الدارين (33 مرة)

شروط استجابة هذه الادعية

يجب الا يكون الإنسان آكلًا لحقوق غيره، او هناك حقوق لم يؤديها لأهلها، او مظلمه، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فقد يمنع الله عنك الإجابة، بسبب دعوة مظلوم، فراجعي نفسك، يجب ايضًا تطهير النفس من الآثام والذنوب، ومجاهدة النفس على فعل الطاعات وترك الذنوب لوجه الله، لأن هذه العملية تعتبر بمثابه تطهير للنفس، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: الطهور شطر الإيمان

يجب التأكد من أن ملبسك، ومطعمك، ومشربك حلال لأن الحرام أساس التعسير في اغلب مجالات الحياة الدنيا، وكل دعوة يدعيها الشخص قد لا يستجيب لها الله بسبب سوء المطعم وأكل أموال الناس.

في حال خلوك من كل هذه الذنوب والآثام، يمكنك التوجه إلى الله عز وجل بنية صادقة بعد الاستعفاف وتجنب الدخول في المحرمات والرضا بقضاء الله إلى أن يهبك الزوج الصالح، يجب ان تقوم بالوضوء، وافضل وقت للدعاء هو في جوف الليل والناس نيام، فلتقرئي ما شئت من القرآن الكريم، وتقفي بعدها بين يدي الله عز وجل بخشوع وتضرع، وان تدعي الله عز وجل في صلاتك وسجودك ان يكرمك بالزوج الصالح الذي تقر عينك به ويكون عونًا لك في صلاح الدنيا والآخرة بإذن الله. 

ثمرات المحافظة على دعاء الخروج من المنزل

دعاء الخروج من المنزل

إن الدين الإسلامي الحنيف وضع قوانين لكل شيء، تلك القوانين والعبادات من شأنها حفظ المسلم، وتحصينه من كل شر، فعند الصباح هناك أذكار يجب على المسلم أن يحصن بها نفسه، وفي المساء هناك أذكار تحميه حتى يصبح، وهناك أدعية خاصة بالخروج من المنزل والرجوع إليه، وكل شيء يفعله الإنسان في حياته كارتداء الملابس والدخول لقضاء الحاجة وغيرها.

وعن دعاء الخروج من المنزل، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت أن الرسول صلى الله عليه وسلم، ما خرج من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال” بسم الله توكلت على الله، ولا قوة إلا بالله، اللهم أعوذ بك أن أضل، أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم، أو أجه أو يجهل علي”

كما اخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” إذا خرج الرجل من بينته فقال، بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر، كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى

ما هي ثمرات المحافظة على دعاء الخروج من المنزل

ما من شيء أمرنا الله تعالى به ولا أخبرنا عنه رسوله الكريم إلا وهو ذات ثمار وفوائد عظيمة للعباد، حيث إن كل العبادات بها خير وفير في الدنيا وزخر في الآخرة، ودعاء الخروج من المنزل من أهم الأدعية التي يجب أن يحافظ عليها المسلم كحصن له، وتتمثل ثمار الدعاء المبارك في

  • يعتبر دعاء الخروج من البيت، أتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والحفاظ على سنته المباركة.
  • دعاء الخروج من المنزل حصن للعبد من كل شر سيقابله في طريقه، فالله تعالى يحفظ العبد حتى يرجع إلى منزله.
  • ذكر الله ثوابه وفضله عظيم، فأي ذكر يذكره المسلم يؤيد له حسنات عند الله عز وجل.
  • دعاء الخروج من المنزل، يجنب الإنسان الشيطان وهمزات الشيطان، كما قال النبي صلة الله عليه وسلم” هديت وكفيت ووقيت”، فيقول الشيطان كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى.
  • التوكل على الله هو خير الثمار، فالله تعالى يقول في كتابة العزيز في سورة آل عمران آية 173″إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”، كما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِمِاصاً وتروح بِطَاناً .
  • دعاء الخروج من المنزل رغم إنه دعاء قصير جداً، إلا إنه عظيم فهو يجنب الإنسان أن يظلم أحد أو يجير عليه أحد، كما يجنب الإنسان أن يزل أو يزله أحد، ويستعيذ العبد فيه من الضلال، فهو دعاء عظيم يكفي الإنسان شر ما يمكن أن يواجهه في الخارج كل يوم، لذا يجب الحرص عليه دائماً.

من ثمرات التوكل

التوكل هو الاعتماد على الله عز وجلن وتسليم العبد أمره كله لله والثقة بأن الله تعالى رب الخير لا يفعل لعباده إلا خيراً، إذ المتوكل على الله يدرك أن كل ما يلحق به سواء اسعده أو أساءه خير له، كما أن التوكل على الله يجب أن يشتمل كل أركان التوكل وأولها القلب، فلا يجوز لعبد أن ينطق بالتوكل ويدعوا أدعية التوكل ومن أمثلتها دعاء الخروج من المنزل، وفي قلبه متوكل على شخص ما في فعل أمر دون الله فيجب توقع الخير من الله والله هو من سيسخر الناس وييسر الأمور لإتمام حاجة المتوكل عليه.

أما عن ثمار التوكل على الله فهي عظيمة، فكفى بالله وكيلاً، حيث إذا ركز التوكل في قلب العبد المؤمن وتمكن طابت له الدنيا والآخرة، ومن الله عليه من فضله وأرسل له الخيرات من حيث لا يحتسب، فالله تعالى يرزق الطير العيف الصغير لأنه يتوكل عليه حق توكله، فهكذا يفعل مع عباده وأكثر مما يتوقعون، فالله عند ثقة عبده به، فما توقع الإنسان من خير إلا وكافئه الله خيراً.

التوكل على الله جزائه الجبر والسكينة والشعور بالأمان، فلا يمكن لعبد أن يعيش مطمئناً، إلا وكان الله في قلبه، وهو متوكل على الله خير توكل، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كانوا في الغاز، فقال الرسول لأبي بكر لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليهم وطمأنهم وبعد عنهم الشر.

من ثمرات التوكل على الله أن يكفي الله العبد مكر أعدائه وكيدهم، فمن يتوكل على الله يتحصن بالحصن المنيع الذي لا ينكسر ولا يمكن لأحد أن يؤذي عبداً متوكل على الله، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده فقال لي من يمنعك منى قال قلت الله. ثم قال في الثانية من يمنعك منى قال قلت الله قال فشام السيف فها هو ذا جالس”

التوكل على الله يحتاج المزيد من الجهاد للنفس، لذلك فيكون جزائه عظيم، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم” يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون“، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير” وقال في ذلك المناول، قلوب الطير المقصد بها في التوكل إذ إنها تغدوا خماصا وتروح بطانا.

أدعية التوكل على الله في السنة النبوية

التوكل على الله منهج وحياة للمسلم، فلا يجوز للمسلم التوكل على غيره، وخير دعاء يدعوه المرء هو دعاء تفويض أمره لله، والتوكل عيه حق توكله والاعتماد على الله عز وجل ف تدبير الأمور وتيسيرها، ومن بينها دعاء النوم وغيره من الأدعية المباركة:

  • قال رسول الله صلى الله عليه و سلم”يا فلان، إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا.
  • اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت.
  • اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

دعاء حفظ اللسان من الغيبة والنميمة

تعريف الغيبة والنميمة

إن الغيبة هي من اسم اغتاب اغتياباً وهو ذكر أخاه بما يكره من العيوب وهي فيه، وإن لم تكن هذه العيوب فيه فهو البهتان، كما في الحديث الشريف عن رسولنا الكريم:  “قيل ما الغيبة يا رسول الله ؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته” رواه مسلم، وإن الغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع وقد عُدت من الكبائر، وقد شبه الله تعالى الذي يغتاب كأنه يأكل لحم أخيه ميتاً، فقال جل وعلا في سورة الحجرات آية 12: “أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه”

أما النميمة فهي الكلام اللغو الكثير ويكون بصوت غير مسموع، ويخوض فيه الإنسان في أعراض المسلمين وخصوصياتهم، ومعنى أن ينم المرء على أخيه المسلم هو أن يقوم بالتحدث عن خصوصياته وتقصي أحواله، وقد حذر الله سبحانه وتعالى ورسولنا الكريم من النميمة لأن لها أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع.

دعاء يساعد على ترك الغيبة والنميمة

عندما يقع الإنسان المسلم في معصية الغيبة والنميمة غالباً ما يشعر بالندم، ويبحث عن طرق يحاول بها أن يبتعد عن هذه الصفة المذمومة والتي لا تكسب إلا الإثم، وقد تم تداول دعاء يساعد على ترك الغيبة والنميمة وهو: “اللهم اجعل كتابي في علين  واحفظ لساني عن العالمين“، ولكن في الحقيقة لا يوجد دعاء خاص بالغيبة والنميمة وإن هذا الدعاء لم يتم وجود أي إثبات من قِبل العلماء على وجود أصل له عن نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد ورد في بعض الأحاديث التي لا تصح “أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته”، وإن سلسلة هذا الحديث ضعيفة.

ولكن لم يتم إطلاع أهل العلم على أن هذا الدعاء هو مخالف للعقيدة أو الشرع، ولكن الأفضل أن يأخذ المسلم الدعاء بالمأثور من القرآن والسنة الثابتة، فنبينا عليه الصلاة والسلام قد أوتي جوامع الكلم، وقد ثبت عنه عدة أدعية في التضرع، فهذه الأدعية واتباعها هي أولى وأفضل مما يؤثر عن غيرهم، وإن الاقتداء برسولنا الكريم في الأذكار له أهمية كبيرة، وقد ثبت عن الصحابة حرصهم على أن يتعلموا الأذكار من رسولنا الكريم هو أن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد سأل رسولنا الكريم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته أو في بيته،

ففي الصحيحين عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني. إنك أنت الغفور الرحيم.

ولكن يجدر التنويه أن الفقهاء والعلماء قد أجازوا الدعاء بغير ذلك بشرط أن لا يشتمل على اعتداء أو الدعاء بالإثم أو قطع الأرحام، والدليل على ذلك جواز وإقرار النبي عليه الصلاة والسلام لبعض الصحابة في دعائهم وذكرهم بغير المأثور، وإن عموم حديث مسلم: “يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم”، ومن هذه الأدعية التي تحفظ اللسان من الغيبة والنميمة وتساعد على الابتعاد عنهما هي:

  • اللَّهمّ إني أسألك أن تعينني على صون لساني عن الغيبة والنميمة والبهتان وشهادة الزور.
  • اللهم احفظ لساني عن كلّ ما لا يرضيك قوله، واجعل لي عليه سلطاناً فلا أقول إلا حقاً، ولا أشهد إلا صدقاً يا رب العالمين.
  • اللهم باعد بيني و بين الغيبة و النميمة اللهم لا تشغلني بالناس و اشغلني بنفسي و اصلحها رغما عنها اللهم قربني إليك بالقول و العمل الصالح.
  • ربي إجعل كتابي في عليين و احفظ لساني عن العالمين اللهم إجعل ألسنتنا عامرة بذكرك اللهم احفظ ألسنتنا من الغيبه و النميمة اللهم طهر ألسنتنا و كلامنا من العيوب .

التوبة من الغيبة والنميمة

لقد ذكر بعض العلماء أن على المغتاب أن يتوب من الغيبة والنميمة عن طريق ذكر من اغتابه في مواضع غيبته من خلال الثناء عليه والمدح، بالإضافة إلى ذكر محاسنة وأن يستغفر له بقدر الغيبة التي اغتابه بها، ولكن لم يتم ذكر أي دعاء خاص بذلك، وهذا كان اختيار شيخ الإسلام رحمه الله وهو ابن تيمية، وقد ذكر أن هذا هو قول الأكثرين، وقد ذكر ابن مفلح ذلك من الآداب الشرعية والسفاريني في غذاء الألباب، وتم نسب هذا القول أيضاً للجمهور السفاريني في لوامع الأنوار البهية.

وأما دعاء كفارة المجلس فلا يكفي لأن يتوب الإنسان المسلم من الغيبة والنميمة، بل عليه أن يذب عن عرض أخيه عندما يحضر مجلس فيه غيبة أو نميمة، فإذا لم يستطع أن يقوم بذلك فعليه أن يترك المجلس، فإن شعر بالخوف ولم يقم بترك المجلس ولم يذب فيجب عليه أن يتوب من ذلك، ولا يلزمه أن يتحلل من الشخص المغتاب، لأنه لم يغتاب هو ولم يقع في الغيبة

وإن دعاء كفارة المجلس نجده في الحديث الشريف، روى أبو هريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي، وهناك أدعية أخرى ولكن ليست من المأثور فهي اجتهاد من بعض العلماء وهي كالتالي:

  • اللهم تب علينا واقبض ألسنتنا عن الغيبة قبل الموت يوم لا ينفعنا الندم ولا المعذر.
  • اللهم تب علينا، واغفر لنا زلاتنا وما تتلفظ به ألسنتنا فيها ما يغضبك منا يا رب واحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة واجعلها رطبة بذكرك.
  • اللهم إني أسألك أنى تبت من الغيبة ولن أعود أبدا فأعني على التوبة وتوكلت عليك وبحق اسمك التواب تب علي.

طرق حفظ اللسان

إن اللسان والكلام نعمتان عظيمتان قد حباها الله لنا فبهما نؤدي العبادات القولية المتنوعة لهذا يجب المحافظة عليهما وعدم تعريضهما لأفعال المعصية، ففي حديث معاذ رضي الله عنه الطويل، وفيه: «فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟! قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟»، ولهذا فنستطيع أن نحافظ على لساننا بطرق حفظ اللسان التالية:

  • المحافظة على اللسان بالكلم الطيب فهو له درجات عند الله سبحانه وتعالى، ويجب أن يرافقه عمل الخير، فالكلام من غير عمل لا يفيد شيئاً.
  • تذكر الثواب الذي سيجزى به الإنسان عندما يحفظ لسانه.
  • الدعاء والاستعانة بالله سبحانه وتعالى.
  • الحفاظ على اللسان بذكر الله الدائم فقد علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان وهي سبحان الله، وبحمده سبحان الله العظيم.
  • تجنب المجالس التي يدور فيها الكلام السيء والغيبة والنميمة، والإكثار من حضور مجالس العلماء والصالحين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe