2- رياض الصالحين باب الدعاء

0 408

2- رياض الصالحين باب الدعاء

كتاب مختصر جمعه المصنف من الأحاديث الصحيحة،

مشتملًا على ما يكون طريقًا لصاحبه إلى الآخرة جامعًا للترغيب والترهيب والزهد ورياضات النفوس، وقد التزم فيه أن لا يذكر إلا الأحاديث الصحيحة، وأحاديثه في مواضيع مختلفة مثل: العبادات، والمعاملات، والعادات، بحيث يصدر المؤلف جملة الأحاديث بعنوان لما تتضمنه الأحاديث بحيث يكون بابا لتلك الأحاديث.

ما هو

أولا

قال المؤلف النووي يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي الدمشقي الشافعي، محيي الدين، أبو زكريا، علامة بالفقه والحديث، صاحب التصانيف الكثيرة في الفقه والحديث، ولد في نوى من قرى حوران بسورية سنة (631هـ)، وتوفي في نوى أيضًا في 14 رجب سنة (676هـ) ودفن بها. -رحمه الله- في كتاب * رياض الصالحين * : ” باب استحباب دعاء المسافر ” : المسافر : هو الذي فارق وطنه ، فإنه يكون مسافرا حتى يرجع إليه ، ودعوة المسافر دعوة محتاج في الغالب ، والإنسان إذا احتاج ودعا ربه أوشك أن يستجاب له ، لأن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة المضطر ويجيب دعوة المحتاج أكثر مما يستجيب دعاء غيرهما ، ثم ذكر حديث : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد ) :


أما دعوة المظلوم فمعناها أنه إذا ظلمك أحد فأخذ مالك أو جحد مالك عنده ، أو اعتدى عليك بضرب ، أو اعتدى عليك بغيبة ، يسبك في المجالس فهذا ظلم ، فإذا دعوت الله عليه فيه استجاب الله دعاءك ، حتى لو كان كافرا وظلمته فإنه إذا دعا الله عليك استجاب الله دعاءه ، يعني لو مثل عندك عامل كافر وظلمته ثم دعا الله عليك استجاب الله دعاءه ، لا حبا للكافر ، ولكن حبا للعدل ، لأن الله حكم عدل ،

ثانيا

والمظلوم لا بد أن ينصف له من الظالم ، ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذاً إلى اليمن قال له : ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) : فالمظلوم دعوته مستجابة إذا دعا على ظالمه بمثل ما ظلمه أو أقل ، أما إن تجاوز فإنه يكون معتديًا فلا يستجاب له، هذه واحدة . ادعية مستجابة بأذن الله


الثانية : دعوة المسافر إذا دعا الله عز وجل أن ييسر سفره وأن يعينه عليه أو بغير ذلك من الدعوات فإن الله تعالى يستجيب له ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يغتنم فرصة الدعاء في السفر ، وإذا كان السفر سفر طاعة كسفر عمرة وحج فإنه يزداد ذلك قوة في إجابة الدعاء .


الثالث : دعوة الوالد في بعض ألفاظ الحديث : ( على ولده ) وفي بعض ألفاظها مطلقة : ( الوالد ) يعني سواء لولده أو عليه وهذا هو الأصح ، دعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة ، أما دعوته لولده ، فلأنه يدعو لولده على وجه الشفقة والرحمة ، والراحمون يرحمهم الله عز وجل ، وأما عليه فإنه لا يمكن أن يدعو الوالد على ولده إلا باستحقاق ، إلا أنه مستحق الدعوة ، فإذا دعا عليه وهو مستحق للدعوة استجاب الله دعوته ، هذه ثلاث دعوات مستجابات : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد سواء كانت الأم أو الأب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe